نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 51
روى محمد بن
إسحاق عن محمّد بن جعفر عن الزبير : قال : نزلت في نصارى أهل نجران وذلك أنّهم
قالوا : إنّا نعظم المسيح ونعبده حبّا لله سبحانه وتعظيما له ، فقال الله : (قُلْ) يا محمّد : (إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ) وكان عظيم قولكم في عيسى حبّا لله سبحانه وتعالى
وتعظيما له (فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللهُ) ، أي : اتّبعوا شريعتي وسنتي يحببكم الله ، وحب
المؤمنين لله إتباعهم أمره وقصدهم طاعته ورضاه ، وحبّه عزوجل للمؤمنين [منّة] عليهم وثوابه لهم وعفوه عنهم وذلك قوله
: (وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
قال الثعلبي :
أنشدنا أبو القاسم الحبيبي قال : أنشدنا أبو أحمد محمد بن ابراهيم الصريمي قال :
أنشدنا علي بن محمد قال : أنشدني الحسن بن إبراهيم البجلي لعبد الله بن المبارك :
عروه عن عائشة
قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الشرك أخفّ من دبيب النمل على الصفا في الليلة
الظلماء ، وأدناه أن تحبّ على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين
إلّا الحبّ في الله والبغض في الله قال الله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)[٢] [٤٣].
فلما نزلت هذه
الآية قال عبد الله بن أبي [لأصحابه : إنّ محمّدا يجعل طاعته كطاعة الله ويأمرنا
أن نحبّه] كما أحبت النصارى عيسى ابن مريم [٣] ، فنزل : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ
وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا) : أعرضوا عن طاعتهما. (فَإِنَّ اللهَ لا
يُحِبُّ الْكافِرِينَ) : لا يرضى فعلهم ولا شيء لهم ولا يغفر لهم.
وكيع عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أطاعني (فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) ومن أطاع الإمام فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى الله
ومن عصى الإمام فقد عصاني» [٤٤] [٤].